تجد الأم أسيل اللولو، نفسها في موقف صعب جدًا فهي عاجزة عن تقديم الغذاء الكافي لأبنائها الثلاث.
الحرب المستمرة على القطاع لأكثر من عام تبدد من فرص حصول أسرتها على الغذاء المشتمل على العناصر الغذائيه الأساسية مثل البروتينات و الكربوهيدرات والفيتامينات وغيرها من المعادن الضرورية.
السيدة اللولو التى تنتظر طفلها الجديد في فبراير المقبل تشكو بحرقة من انعدام الأمن الغذائي المتربص بأسرتها وتخشى على صحة أطفالها.
القلق يحيط بها من كل حدب وصوب بعد أن سبق وتعرض ابنها الأكبر لالتهاب في الكبد ما دفعها المبيت به في المستشفى التى تفتقر هي الأخرى للرعاية الطبية الكاملة.
تقول بحزن في عينها:"لا يمكنني توفير الوجبات الغذائية الكافية لأطفالي بسبب شح المساعدات وغلاء الأسعار".
ويفتقر منزل اللولو الواقع في مخيم النصيرات وسط القطاع إلى أصناف هامة من الغذاء؛ الدقيق، الحليب، اللحوم، الأسماك ، البيض، والأجبان وغيرها.
سوء التغذية لدى الأطفال حالة شائعة على مستوى العالم، وتؤدي إلى نتائج سلبية على الصحة لا رجعة فيها سواء على المدى القصير والطويل بما في ذلك توقف النمو والتي يمكن أيضا أن تكون مرتبطة بنقص التطور المعرفي،النحافة وأيضا الهزال.
قالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، إن قرابة 733 مليون شخص في العالم عانوا الجوع عام 2023، وإن أزمة الغذاء في قطاع غزة الذي تقترف دولة الاحتلال بحقه مذابح بشرية يومية هي "الأسوأ" في تاريخ تقارير المنظمة.
ولفتت إلى أن 96 بالمئة من أهالي قطاع غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد بتصنيف رقم 3 وما فوقه من تصنيفات المنظمة، أي "الطوارئ" و"الكارثة".
أما السيدة وئام حمدونة المعيلة لتسعة أبناء فصبت غضبها على المؤسسات المحلية والدولية التى يرتبط عملها بالطفولة متهمة إياهم بالفشل والعجز عن القيام بأدوارهم في الظروف الحالية الصعبة.
تقول حمدونة:" إن صحة أبنائي في تراجع مستمر، فقدوا الكثير من أوزانهم وحدث عند بعضهم سقوط للشعر وهشاشة في العظام بسبب نقص الغذاء. وتقيم حمدونة في خيمة بالية بالقرب من شاطئ بحر دير البلح.
وفي أحدث تقاريره، بين الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين أن 36 طفلا استشهدوا نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
وتشارك الأم وجدان نصر السابقتين نفس القلق والضيق وتقول "نحن بحاجة ماسة لمساعدة، فلا يمكننا تحمل هذا الوضع لفترة طويلة والمشكلة الأخرى في ارتفاع الأسعار الخيالية ".
تضيف السيدة نصر:" قلبي يتمزق حين أعجز عن تأمين ابسط سبل العيش الكريم لاطفالي يطلبون مني أن اصنع لهم أطعمة وحلويات بسيطة لكن مكوناتها غير متوفرة".
ولفتت الفاو إلى أنه حتى 1 أيلول/ سبتمبر 2024، تضرر أكثر من ثلثي الأراضي الزراعية في غزة، أو ما يعادل 10 آلاف و183 هكتارا (الهكتار 10 آلاف متر مربع)، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.
ومنذ اندلاع الحرب يتلاعب الاحتلال بحركة دخول البضائع والسلع، وتفيد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بأن كمية الإمدادات التجارية والإنسانية التي تدخل في حالة تدنى رغم وعودات الاحتلال بتوسيعها.
.
يعيش السكان في قطاع غزة على خُمس كمية المياه المتاحة قبل العدوان الاسرائيلي على القطاع، حيث تبلغ حصة الفرد اليومية من المياه ما بين 3-15 لترا، وهي أدنى بكثير من الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية لتلبية حاجة الشخص الواحد من المياه، وفق ما نشره جهاز الإحصاء الفلسطيني.